حكومة الظل

بقلم طارق حسين : مر عام علي تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الدولة المصرية .. قدم خلالها العديد من المشروعات – ومازال – التي تدعم الاقتصاد الوطني و مستقبل الاجيال القادمة و لست هنا لأحصي ما قدم لبلده .
و لكني هنا أود أن اطرح عدة أسئلة للمعارضين ” بالفطرة ” و هم الذين ينقسمون فيما بينهم حتي خاب رجاء الشعب فيهم و ليس ادل علي اخر نتائج الاستحقاق الثاني – الانتخابات الرئاسية – التي فشل المعارض حمدين صباحي في تحقيق اي نسبة تذكر له !!.
و امعانا في الفشل طيلة العام المنصرم لم يقم – هو و آخرين – بالنزول الي قواعد احزابهم في المحافظات للاستعداد للاستحاق الثالث و الاخير و هو ” الانتخابات البرلمانية ” ..!!
فهم يكتفون دوما بتعليق فشلهم علي ” شماعة ” الحكومة و الايحاء بانها ” تحاربهم ” عبر اجهزة الامن و الاعلام وغيرها .. و تناسوا ان احد اهم اسباب فشلهم هو عجزهم عن تقديم الحلول كما يبرعون في ” الشكوي ” !!
فلم يقم – مثلا -اي حزب بعمل ” حكومة ظل ” يجمع فيها الكوادر و الكفاءات القادرة علي ان تشكل حكومة حقيقية ذات برنامج محدد من خلال رؤية ايدلوجية سياسية واضحة ..و ذلك معروف طبعا كون ان تلك الاحزاب تفتقد الي الكوادر اللائقة بكل كرسي وزاري ..
و الاغرب ان فكرة ” حكومة الظل ” ليست مستحدثة و جديدة بل قامت بها احزاب مصرية ” قديما ” و تقوم بها دول عريقة – حاليا – في الديموقراطية بحيث تكون جاهزة لتشكيل الحكومة حال فوزها في الانتخابات البرلمانية بالنسبة التي تسمح لها بتشكيل حكومة .
و المفيد من فكرة” حكومة الظل ” انها تقوم علي تدريب الكوادر الحزبية علي قيادة الوزارات سواء كانت سيادية او تنفيذية من خلال رؤية الحزب و برنامجه و ايدلوجيته الواضحة مما ” ينضج ” العمل السياسي في مصر و يثري الديموقراطية بتنوع الافكار و الحلول للخروج من ازمات الوطن ..
كما ان حكومة الظل تقوم في مقاعد المعارضة بمراقبة الحكومة التي تدير شئون البلاد بشكل اكثر احترافية ..و من ثم فهي ” انموذج للتدريب علي ادارة الحكومة ” و التعرف علي كيفية عملها من خلال شكل اكثر تخصصا .
و اني اعرف – مسبقا- ان ليس بمقدور اي حزب في مصر الآن – الا من رحم ربي – في ان يقدم نموذجا لحكومة و لو ” بلا سلطة ” يكون مطبخه السياسي الفعلي و تكون بديل سياسي متاح في الشارع المصري .

أضف تعليق